السلطة الخامسة

إن اِسترعاء الاِنتباه لمصطلح ” السلطة الخامسة ” فيه دلالة دينمايكية وليس الرقم المعروف بذاته (الرابعة) الذي تقمصت فيه (الصحافة) مكانتها التاريخية في وصف المعدود الصحافة بأنها السلطة الرابعة. تسلسل الرقم من أربعة إلى خمسة فيه دلالة لطبيعة عمل الصحافة بأنها تعمل في مدارات متغيرة وليست ثابتة. يميز هذا التغيير المطرد طبيعة أحداث متحركة تجاه كل جديد ناتجه معاصرة الأحداث والمعاملات وليس التوقف على أحداث تاريخية كما كانت الصحافة في عصور أوروبا (القديمة)، أو أوروبا إبان القرن التاسع عشر.

وشتان ما بين الفترتين من طفرات تكنولوجية ومتغيرات اجتماعية كبيرة أتت على كل شئ حيث صاحبتها الصحافة أو بالأحرى وسائل الإعلام التكنولوجية الحديثة في أوْجها الاختراعي (الذكاء الاصطناعي) والذي يرجع كل إحداثياته إلى ثورة رقمية أو التعاملات الرقمية وبالتالي كانت الصحافة منذ أن بدت (رقماً) تتبوأه مكانة وبالأحرى أضحى (تفاعلا) متسلسل يتقدم كل التطلعات الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، والتكنولوجية. وهكذا متوالية عددية في تطوّر اجتماعي يصعب علينا أن نحد سلطة الإعلام ومنها الصحافة وتدلياتهما في إعمال كل ما هو متاح من أجل نبش الماضي وكشف الأسرار وإظهار المخبؤ من الحقائق التي تعد وصفها التقرير الاِستقصائي Investigation Report  إلى اختراق معلوماتي تعتمل في حسابات ذرية- سيبرانية باتت تدق أبواب المؤسسات الرسمية والشعبية بغير استئذان لرخصة عمل أو انتظار للسماح لها بالعمل  إنها الخطر الماحق والقادم الذي يتوجب أن تتفكّر فيه البشرية جمعاء.

ينبغي النظر إلى مكانة الإعلام وممارساته بلا عدد محدود في  متلازمة رقمية عفا عنها الزمن (سوء كانت أربعة أو حتى خمسة) حيث داستها خطى التكنولوجيا بقفزات تعدّت تلك المكانة المحدودة بتسلسل هرمي بات الإعلام ينظر إليها بريبة في اقتدارها المؤسساتي في التأثير على الرأي العام وقضاياه التفاعلية التي تحتاج إلى أن يتقدّم الإعلام الفاعل في خلق قضايا وأحداث وجلبها لأصحاب القرار ليس في مباني شاهقة (قبة البرلمان)، أو غرفٌ محروسة (قاعات المحاكم)، أو بيروقراطية تجاه تعاملات المواطنين (السلطة التنفيذية)، وإنما الإعلام يجد نفسه دومًا يطير بلا جناحين في فضاء شاسع لا يستأذن في تفاعله مع الأحداث أحدًا فعهل عقلنا الأدوار المعاصرة لا الغابرة؟

…..

تعليق:

أخي القارئ الفطن! إنه بعد قراءتك للمعلومات الأساسية التي تعرّفت من خلالها على تاريخ إنشاء ويكيليكس والفكرة وراء الأهداف التي رسمها المؤسسون، قد يبدو  لديك رأي مغاير حيال ما قرأت فهل تفضّلت به هنا من أجل فائدة القراء الأعزاء- الذين هم بلا شك في انتظار مداخلتك وبما ستجود به.